مازال العالم يشهد وبوتيرة متصاعدة تداعيات انتشار وباء كورونا، حيث تطالعنا النشرات العلمية وشاشات قنوات العالم كل يوم بتطورات واكتشافات جديدة لفيروس يتحور ويتشكل بصورة تربك مختبرات العالم وعقول العلماء، في مشهد يحمل الكثير من المفاجئات التي يصعب تخيلها أو تخمين عواقبها.
ومع كل تحور جديد لهذا الفيروس، أو قل إذا شئت ولادة جديدة له إن صح أن نسميها كذلك، تتقاطر إلى أسماعنا الأخبار المحزنة بمرض عزيز أو فقد قريب أو صديق، ليعمق هذا الشعور حاجتنا نحن البشر في كل مكان، ودون استثناء للبحث عن الحل الذي يجنبنا وأحبائنا مثل هذه الأوجاع والآلام.
ولكوننا نبحث عن الترياق، ضجت مختبرات العالم بعلمائها وأجهزتها في محاولة مستمرة للوصول إلى إنتاج لقاحات يمكن أن تخفف من هذه الآلام وتبعث الأمل في النفوس بعد مشيئة الواحد الأحد.
اليوم، ولمواجهة هذا الوباء أو للحد من أضراره على أقل تقدير، يتوجب علينا أن نتوخى كل السبل التي تجعل من هذه الأعراض أو التأثيرات البالغة الشدة في تأثيرها على صحتنا تبدو وكأنها إصابة عابرة سرعان ما تنجلي لنتمتع بعدها بموفور الصحة بإذن الله، آخذين بذلك بالأسباب كما أمرنا ديننا الحنيف، ولعل أهمها هو المبادرة إلى التطعيم، دون أن ننسى أهمية العوامل الأخرى في الحد من انتشار هذه الجائحة كلبس الكمامات والتباعد الأسري والاجتماعي قدر الإمكان، والحرص على تناول الغذاء الصحي الذي يعزز من مناعة أجسامنا ومقاومتها لهذا المرض.
ولتأكيد هذه الوقاية وضمان استمرارها يصبح من الضروري الإشارة إلى عدم الاكتفاء بأخذ الجرعات الأولية لهذه اللقاحات، بل يجب التذكير والاهتمام بمتابعة عملية التطعيم من خلال الجرعات المعززة والتي صارت اليوم حاجة ضرورية وملحة لمواجهة هذه المتحورات الجديدة التي باتت تعلن عن نفسها بين الحين والآخر، والتي لن يتم التصدي لها والحد من ضررها إلا بأخذ جرعات التطعيم المتتالية والمعززة للمناعة المنصوح بها.
اليوم ننضم بإذن الله أسوة بأخوتنا، إلى حملة الدعوة إلى المبادرة بالتطعيم للتخفيف من آلام مرضانا وتحصين مجتمعنا من هذا الوباء ونرفع صوتنا بالنداء: بادر بحماية نفسك وأسرتك وأهلك، بادر بالتطعيم.
|